منتدى تعليمي مغربي
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 مجزوءة الأخلاق

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
مؤسس الموقع
مؤسس الموقع
Admin


عدد المساهمات : 363
نقاط : 1034
تاريخ التسجيل : 22/07/2014

مجزوءة الأخلاق Empty
مُساهمةموضوع: مجزوءة الأخلاق   مجزوءة الأخلاق Icon_minitimeالسبت 26 يوليو - 19:40

مجزوءة الأخلاق 6834077

كل مجتمع من المجتمعات ينظم نفسه عن طريق مجموعة من الأخلاق التي يكرسها في أفراده و التي تعد قبسا من الصفات و السلوكات التي يرسخها فيهم منذ نشأتهم عبر توليد الضمير أو الوعي الجمعي فيهم بما يحمله من أعراف و تقاليد و سلوكات تدعوهم إلى فعل الخير أو الشر, و الأخلاق أيضا تحيل على القيم السائدة في مجتمع ما، كما تدل على الغايات التي على الإنسان العمل من أجل بلوغها. و من ضمنها الواجب الإجتماعي الذي يمتثل له الأفراد قسرا عنهم, و السعادة التي يسعون إلى بلوغها في ظل هذه الواجبات, و الحرية التي يتلقونها في مقابل ممارستهم لهذه الواجبات.

الواجب
يشير الواجب إلى ما ينبغي على الفرد القيام به، و لكن ما يجب على الإنسان قد يقوم به بشكل حر و إرادي ملتزما بأدائه وعيا منه لما يحققه له و لغيره من نفع، و قد تتدخل سلطة خارجية تلزم الإنسان وتكرهه على الخضوع له، لكن احترام الواجب يستوجب نوعا من الوعي الأخلاقي سواء كان أصل هذا الوعي فطريا أم مكتسبا، إلى جانب تدخل المجتمع في مراقبة أفراده.

الواجب و الإكراه:

إيمانويل كانط: الواحب هو أمر أخلاقي يتأسس على العقل العملي و الإرادة الخيرة (الإلتزام الأخلاقي)
الواجب أمر أخلاقي مطلق صادر عن العقل العملي و يعبر عن نداء للضمير و الإرادة الطيبة, إذ يوجههما نحو الخير و المبادئ العقلية السامية, مما يجعل منه مصدرا للحرية و الإلتزام و المسؤولية. لذا فالواجب الأخلاقي يتأسس على العقل العملي الذي يزيل عنه الطابع الإلزامي, و على مبدإ الإرداة الخيرة التي ترقى به من مستوى الإلزام إلى مستوى الإلتزام, فيتحرر بذلك الإنسان من كل مظاهر الضرورة و الإكراه و يسمو ببعد أخلاقي على كل الكائنات الحية.
قولة: {الإنسان بالذات ليس خاضعا سوى لتشريعه الخاص}

دافيد هيومالواجب يرتبط بالميل (الإرادة) و الإحساس بالإلتزام الإجتماعي
الواجبات الأخلاقية ترتبط بالواقع و التجربة الواقعية إذ فيها قسمان: قسم مرتبط بـالجانب الطبيعي في الإنسان يتمثل في الغريزة أو الميل إلى فعل الخير و الذي يعبر عن الحرية و الإرادة. و قسم آخر مرتبط بـالجانب الإجتماعي فيه يتمثل في إحساسه بالإلتزام الإجتماعي الذي يساهم في الحفاظ على توازن المجتمع و استمراره من خلال العدالة و الإخلاص. لذا فالواجب يتخذ له مرجعين: طبيعي (الغريزة أو الميل) و اجتماعي (الإحساس بالإلتزام الإجتماعي).
قولة: {ليس هناك ما يمكن أن يكبح هذا الميل أو يحد منه سوى التفكير و التجربة}

الوعي الأخلاقي:

إيريك فايلالوعي الأخلاقي يتأسس على العقل
الوعي الأخلاقي للإنسان يتأسس على العقل الذي يتجاوز به نزواته الذاتية و يضمن به حريته و إرادته الإنسانية التي تمكن الذات من تجاوز الخصوصية نحو كونية الأخلاق. فالإنسان لا يتحدد إلا من خلال كونه كائنا حرا و مريدا و كائنا عاقلا و أخلاقيا. لهذا يلزم أن تتخذ أفعاله و سلوكاته طابعا كونيا, و أن تكون موجهة من طرف العقل بدل النزوات الذي ليس بينه و بين الأخلاق أي تناقض.
قولة: {الإنسان متى انحاز إلى العقل, فإن المبدأ الأخلاقي... يكون قد تم تأسيسه بالفعل}

ابن مسكويهالوعي الأخلاقي يرتبط بالمزاج و بالعادة و التربية
الوعي الأخلاقي يتشكل عن طريق البيئة الخلقية للإنسان التي ترتبط بما هو طبيعي, أي بالمزاج الذي يعبر عن الغريزة و التي تتعارض مع العقل, و يرتبط أيضا بالعادة و التربية التي تساهم في تأسيس قواعد أخلاقية أساسها القيم الفاضلة ليعيش على منوالها الفرد. لذا فالوعي الأخلاقي للإنسان يتكون انطلاقا من التأديب و التربية, و يساهم في إتيان الواجبات لكونه متأسسا على الأخلاق الحسنة.
قولة: {ليس شيء من الأخلاق طبيعيا للإنسان أو غير طبيعي, و إنما ينتقل بالتأديب و المواعظ}

الواجب و المجتمع:

إيميل دوركايم: الواجب يستمد قوته من المجتمع عن طريق الضمير الجمعي
الحياة الإجتماعية للفرد مرتبطة بحياته الأخلاقية المكونة من طرف القيم و الثقافة, مما يفسر أن السلطة الأخلاقية ذات الطبيعة الإلزامية و الإكراهية تستمد قوتها من المجتمع الذي يتحكم في سلوك أفراده و يخضعهم لمنطقه, و يفرض عليهم واجبات أخلاقية عبر القيم و المعتقدات السائدة التي تمرر عن طريق التنشئة الإجتماعية لتشكل الضمير الجمعي الذي يستمد منه الواجب الأخلاقي.
قولة: {ضميرنا الأخلاقي لم ينتج إلا عن المجتمع و لا يعبر إلا عنه}

هنري برغسون: الواجب يستمد سلطته الأخلاقية و القهرية من المجتمع
المجتمع و إن كان في ظاهره تعبيرا عن الإرادات الحرة للأفراد, فهو في باطنه يشكل سلطة أخلاقية قهرية و إكراهية على الأفراد يجبرهم على الإمتثال لها باسم الواجب الأخلاقي. إذ أن المجتمع يشبه الجهاز العضوي الذي ترتبط خلاياه وفق تراتبية محكمة و ذلك عند انتظامه, حيث يخضع فيه الأفراد للواجبات الأخلاقية التي تنقسم إلى نوعينأخلاق منغلقة تنشأ في المجتمعات المنغلقة التي تحمل الحقد و الكراهية لمجتمعات أخرى. و أخلاق منفتحة تمثل الإبداع الإنساني و الكوني و تقوم على المحبة و الإنفتاح على المجتمعات الأخرى.
قولة: {تبدو الحياة الإجتماعية كنسق من العادات المترسخة بقوة}

السعادة
تعتبر السعادة هدفا أسمى يتوخى كل إنسان الوصول إليه، و تعمل الأخلاق و الدين و السياسة على توفير الظروف المناسبة للسعادة و على توجيه الإنسان إلى الطريق المؤدي إليها، غير أنمفهوم السعادة يختلف تحديده من فرد إلى آخر، فهناك من يركز على السعادة المادية، و آخر على السعادة الروحية بينما يركز آخر على السعادة العقلية (المعرفية)، و لقد اهتمت [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] بالسعادة منذ العصور القديمة فأنتجت تصورات مختلفة بطرق تحصيل السعادة الفردية و الجماعية.

تمثلات السعادة:

أبو نصر الفارابييتم بلوغ السعادة عن طريق العلم و العمل
السعادة ليست مشتركة بين جميع الناس نظرا لاختلاف قوة قدراتهم الإدراكية إما بالفطرة أو العادة. و ما دامت هذه السعادة غاية لهم, فهم يصبون إلى بلوغها و نيلها بسبل متعددة, إما عن طريق العادة و التقدم و التعلم, و إما عن طريق الإدراك العقلي الخالص أو التخيل. و كلها وسائل تستدعي الإستعانة بمعلم أو مرشد يخيل للناس مبادئ الموجودات و مراتبها بطرق مختلفة.
قولة: {ليس في فطرة كل إنسان أن يعلم السعادة من تلقاء نفسه, بل يحتاج في ذلك إلى معلم أو مرشد}

آلان إيميل شارتي: يتم الوصول إلى السعادة من خلال الأمل و العمل على تحقيقه
السعادة مرتبطة بالأمل الذي لا يكون منفصلا عن العمل من أجل بلوغه, إذ تقتضي الفعل و الممارسة و العقل أي العمل الحر, لكون السعادة هي العمل المنظم و تحقيق أهداف وفق قوانين معينة بغية الوصول إلى ذلك الأمل المنشود الذي لا يتحقق إلا بالصراع ضد المعيقات التي تحول دون تحقيقه.
قولة: {الأمل في السعادة هو السعادة}

البحث عن السعادة:

أرسطو: يتم بلوغ السعادة من خلال الأعمال الفاضلة (المجد, اللذة, الفكر)
السعادة غاية في ذاتها و ليست وسيلة لتحقيق هدف آخر, إذ أن الإنسان لا يسعى إلى السعادة من أجل المجد أو اللذة أو الفكر, و إنما يتخذ هذه الأمور كجسر لبلوغ السعادة التي تجعل الحياة مكتملة و مرغوبا فيها, و لكونها غاية لأفعاله. فالسعادة تطلب من أجل ذاتها لأن الأعمال الفاضلة التي يأتيها الإنسان هي فقط طريق لبلوغ السعادة التي ترتبط بالكائن ذي الفعل العادل و الخير و الجميل.
قولة: {السعادة لا تنال في يوم واحد أو في برهة قصيرة من الزمن}

أبيقوريتم بلوغ السعادة عن طريق اللذة المرتبطة بالفكر السامي
السعادة تكمن في اللذة التي تعتبر أساس و مبتغى الحياة السعيدة, لكن اللذة هنا ليست بمعنى المجون أو اللذة المادية و الجسدية, و إنما هي لذة الفكر و العقل الموجهة نحو الغايات السامية, لأنها تمثل الخير الأول و الطبيعي, و التفكير المعقلن الذي يحمي النفس من الإضطراب و الآلام.
قولة: {إن ما يحقق السعادة هو التفكير المعقلن}

السعادة و الواجب:

برتراند راسلالواجب في بعض العلاقات يحرم طرفا و يؤمنها لطرف آخر
السعادة لا يمكن أن تتحقق بالتساوي بين جميع الناس, لأن الواجب في بعض العلاقات الإنسانية يحرم أطرافا من السعادة و يؤمنها للبعض الآخر بدافع الإهتمام بهم و الإحساس بالواجب اتجاههم. و الحق في السعادة أن تكون من نصيب كل الأطراف, كما هو الحال بالنسبة للسعادة الأبوية التي تقوم على الحب الأبوي للأبناء و الذي يوفر فيه الواجب سعادة كل منهما, إذ يمارسون عليهم السلطة و في نفس الوقت يبتغون مصلحتهم و يشعرون بالعطف عليهم.
قولة: {من السهل تماما... تأمين السعادة لطرف واحد, و من الصعب جدا تأمينها لطرفين}

آلان إيميل شارتي: السعادة واجب اتجاه الآخرين و ليس للذات فقط
السعادة ليست من حق الفرد لوحده فحسب, و إنما هي واجب اتجاه الغير كذلك, إذ لا يجب عليه أن يشكوه تعاسته و شقاءه و آلامه الشخصية. فالسعادة و الأنانية لا يمكن أن يجتمعان لأنها إيثار و واجب اتجاه الآخرين, فضلا عن أنها ليست معطاة, و إنما تدرك من خلال جهد و بناء و عطاء متواصل. لذلك يجب أن يتعلم الأفراد كيف يحيوا حياة سعيدة و كيف يكتمون مآسيهم و آلامهم, لأن البوح و الجهر بها قد يكون سببا في تعاسة الآخرين.
قولة: {سيكون المجتمع رائعا لو أن كل الناس انشغلوا بوضع الحطب في النار, بدل التباكي على الرماد}

الحرية
يدل مفهوم الحرية في معناه الفلسفي على قدرة الفرد على اختيار غاياته و سلوكاته وفق إرادته الخاصة، دون تدخل أية عوامل توثر في تلك الإرادة. إن الحرية بهذا المعنى تقتصر على الإنسان وحده، غير أن هذه الحرية التي تضع الإنسان فوق باقي الكائنات الطبيعية تبدو متعارضة مع مبدأ الحتمية الذي تخضع له كل واقعة.

الحرية و الحتمية:

أبو الوليد ابن رشد: حرية الإنسان مقيدة بعلل و أقدار خارجية و محتومة
الإنسان كائن مريد و حر في أفعاله, لكنه مجبر في هذه الأفعال التي تخضع لضرورات و حتميات. فإرادته مقيدة بعلل و أسباب خارجة عن ذاته و توجد في نظام سببي متقن تخضع له الطبيعة, و يدل على الحكمة و القدرة الإلهية, و هو الذي يؤطر حرية الإنسان و يحد منها. لذا فالحرية مشروطة بالحدود السببية أو الأقدار الإلهية.
قولة: {علم الله تعالى بالأسباب... و بما يلزم عنها, هو العلة في وجودها}

باروخ اسبينوزاحرية الفعل الإنساني محتومة بإكراهات خارجة عن إرادته
الحرية و الحتمية هما الأساس التي تقوم عليه الأفعال الإنسانية. إذ أن الشعور بالحرية ليس إلا مجرد تخيل, لأن الإنسان يجهل الأسباب الحقيقية التي تسيره و التي تعتبر مجموعة من الحتميات و الإكراهات الخارجة عن إرادته, حيث ينساب وراءها ظنا منه أنه يمارس أفعاله بحرية تامة. لهذا فالحرية هي مجرد وهم يعيشه الإنسان, و لا وجود لحرية إنسانية تجعل من الإنسان كائنا أسمى من الطبيعة. فهو مجبر و مخير من جهة, و من جهة أخرى خاضع لإكراهات دون وعيه بها.
قولة: {البشر لديهم وعي بشهواتهم, إلا أنهم يجهلون الأسباب المتحكمة فيهم}

حرية الإرادة:

ابن باجة: الحرية هي فعل اختيار يتحكم في الأفعال الإنسانية (إنسانية/بهيمية)
الأفعال الإنسانية تكون إنسانية حين تنبع من الإختيار و الإرادة العاقلة, أي من التفكير و الروية. و تكون بهيمية حين تصدر عن الإنفعال النفسي, أي عن ردود أفعال خالية من التدبر و الترتيب. لهذا فقصدية الفعل الإنساني هي المسؤولة عن جعله فعلا إنسانيا أو بهيميا.
قولة: {كل فعل إنساني هو فعل باختيار, و أعني بالإختيار الإرادة الكائنة عن روية}

جون بول سارتر: الحرية هي ماهية الإنسان و قدره و ليست من اختياره
الحرية هي ماهية الإنسان و قدره, أي أنها الشيء الذي لم يختره. و ما دام أن وجود الإنسان سابق لماهيته, فهو يوجد أولا ثم يختار ما يريد أن يكون عليه. و ماهيته تصير مشروعا يتحقق باستمرار, إلا أن هذا المشروع يتعرض للتهديد من طرف الآخرين. فالحرية ليست هي الإرادة, لأن الحرية تكون غير معلولة و تقوم على الإنخراط في فعل الإختيار. أما الإرادة فتكون مقيدة بالإختيارات التي تعد عللا و أسبابا لها, فيصير الفعل معلولا و حتميا.
قولة: {إذا كان الوجود سابقا على الماهية, فإن الإنسان مسؤول عن وجوده}

الحرية و القانون:

عبد الله العرويالحرية هي الحقوق المعترف بها من طرف القانون
الحرية هي كل الحقوق المعترف بها من طرف القانون أو المعتقدات السائدة, و هي كذلك مجموع قدرات الفرد. و من هنا, فهي جربة مستمرة تمكن من تقدم المجتمع الذي يعج بعوائق ظهورها (قانونية, شرعية...), مما يخلق صراعا بين الفرد و هذه العوائق, يوسع من نطاق حريته أو يقلصه. و بالتالي, فالحرية نظرة للمستقبل و ليست هدفا يحققه الإنسان و يكتفي.
قولة: {إن حرية الفرد مرتبطة بتقدم طبقته و مجتمعه}

مونتسكيوالحرية هي فعل ما يسمح به القانون
الحرية هي ما يسمح به القانون فقط, و ليست فعل كل ما يريده الفرد, أي أنها فعل ما يسمح له بفعله في نطاق القانون, و بمعنى أبسط فعل ما ينبغي فعله. لذا فالقوانين وحدها هي التي تحدد ماهية الحرية و قيمتها, و تمنع كل تجاوز في استعمالها, مما يعني أنها لا تعارض الحرية و إنما تنظمها.
قولة: {الحرية هي حق فعل كل ما تبيحه القوانين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://9raya-maroc.actifforum.com
 
مجزوءة الأخلاق
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مجزوءة المعرفة
» مجزوءة السياسة
» مجزوءة الوضع البشري

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شبكة و منتديات قراية :: المنتدى التعليمي للتلاميذ بمختلف الاسلاك: الدروس- الامتحانات :: الدراسة بالسنة 2 بكالوريا-
انتقل الى:  
الحقوق
AmazingCounters.com
جميع الحقوق محفوظة لـشبكة و منتديات قراية
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي شبكة و منتديات قراية ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك (ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر)